الرئيسة    الفتاوى   الجنايات والحدود   قذف الشخص بالزنا دون بينة ونشر ذلك بين الناس

قذف الشخص بالزنا دون بينة ونشر ذلك بين الناس

فتوى رقم : 9358

مصنف ضمن : الجنايات والحدود

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 23/08/1430 03:26:56

س : الشيخ الفاضل ! في هذه الفترة انتشر حديث بين بعض الإخوة والأخوات مفاده أن أحد الإخوة الملتزمين قد ارتكب الزنا وفعل مقدماته مع امرأة, وهم يذكرون هذا الأمر بدون بينة شرعية ، بل هي مجرد أكاذيب وأقاويل باطلة, فالأخ المعني بالأمر قال : إنه لم يمس الفتاة أبدا ، ولكن نفسه سولت له أن يفعل ذلك, إلا أنه لم يفعل ولله الحمد لا الزنا ولا حتى المقدمات ، ومع ذلك فقد ندم ندما شديدا على ما حدثته به نفسه وعلى عزمه على ذلك الأمر. والمصيبة في الأمر أن الإخوة والأخوات يتناقلون أن الأخ زنا مع امرأة وارتكب الفاحشة... والله المستعان. شيخنا الفاضل : ما رأيكم فيما يتناقله الإخوة؟ هل هو من القذف الذي حرمه الله عز وجل؟ و ما هي نصيحتكم لهؤلاء الناس؟ نرجو جوابا شافيا مدعما بالأدلة الشرعية لكي تصل رسالتكم إلى هؤلاء الإخوة .. والسلام عليكم ورحمة الله .

ج : الحمد لله أما بعد .. إذا وقعت الجريمة الأخلاقية أو تهمة بخصوصها فلا يجوز لأحد أن ينقل خبرها بأي وسيلة ؛ سواء كانت بالحديث المباشر أو بالهاتف فضلا عن الصحف والمجلات ومواقع الانترنت؛ ولنا في قصة الإفك عبرة وعظة ، قال الله تعالى :" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين" إلى أن قال جل وعلا : "ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم . يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين . ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم . إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" الآيات .
وآثار إشاعة مثل هذه الأخبار خطيرة على الفرد والمجتمع ، أما على الفرد : فإنه ربما ألصق به ما لم يفعله ، وإن كان قد فعل فإن التشهير به عقوبة زائدة عن العقوبة الشرعية التي يمكن أن يعاقب بها . وأما على المجتمع فإنها تجعل المنكر مألوفاً ، وهذه آثار خطيرة . ولا شك أن ما فعله هؤلاء الناس من القذف المحرم الذي يستوجبون عليه العقوبة المذكورة في قوله تعالى : "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون" وقال تعالى : "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم. يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين" . والله أعلم.

تشهير    قذف    زنا    إشاعة    أدب