هل تقبل توبة المجاهر بالزنى؟
فتوى رقم : 4905
مصنف ضمن : الرقائق والأذكار والأدعية
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 02/01/1430 13:57:00
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شيخنا الفاضل .. سأروي لك قصتي فائتني باليقين بارك الله لك .. والله إني لأحس أن الدنيا تضيق بي ـ والله أعلم بحالتي ـ منذ سنتنين كنت في حالة مزرية فهى عندي فترة السوء؛ إذ كانت رفقتي سيئة، وكانت مجالستي للسوء، وكنت أقعد في مجالس الاختلاط، وعصيت ربي وخرجت مع أحدهم حتى زنيت، ثم حملت فاجهضت في اليوم 23 من الحمل، كانت كصدمة دعتني إلى أن أتوب؛ فقطعت كل من عرفته في تلك الآونة ثم حاولت أن أكون مع صحبة صالحة ـ والحمد لله ـ ولكني اليوم كنت استمع إلى محاضرة للشيخ، فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" فوالله وقع علي الحديث كخنجر في القلب، وأحسست أن لا توبة لي، و أنه لا مكان لي، فقد كنت جاهرت بمعصيتي عند مجالس الغفلة والسوء، حتى أني حدثت بحالتي بعض أصحابي عندما وقعت في المعصية؛ وكنت أنتظر منهم المواساة وإيجاد الحلول، بعد سماع الحديث وبعد تفسيره بحثت في النت كثيراً عن المجاهرة بالسوء؛ هل أجد شيئاً اسمه التوبة من المجاهرة؛ فلم ألق سوى تفسيراً لعظمة هذه الكبيرة؛ فأحسست ألا مكان لي عند ربي، وأنني بمعصيتي سأتخبط حتى لو وصلت إلى هذه المرحلة، وأرى نفسي أحقر من أن أكون في صحبة صالحة، وأحقر من أن أنصح أو أشارك في إبداء راي. ما الحل معي؛ هل بهذا أكون من الذين لا يعفو عنهم الله؟ وهل تقبل توبتي وأنا كنت من المجاهرين بالمعصية حسبما ذكرت لك؟ هل أذهب ليقام على الحد كي يرضى عني ربي؟ أفتني والله إني لا أرى لي نفعاً في هذه الآونة.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. من تاب تاب الله عليه ولو كان من الشرك الأكبر، يقول تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" وقد أجمع العلماء أنها نزلت في التائبين، وقال تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما".
فتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً وأكثري من الطاعات والاستغفار وأبشري، وما هذه الأوهام والوساوس إلا من الشيطان بسبب غيضه من استقامتك؛ ليعيدك إلى سابق عهدك.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" فالمراد به من ذكر المعصية فرحا بها، أو غير مبال برضا الله أو غضبه، وأنت إنما ذكرتها لأصحابك لأجل المواساة، وأنت الآن قد تركت كل ذلك فلا تدخلين في الحديث؛ فمن تاب فتوبته مقبولة لما ذكرنا من أدلة سابقة. ثبتك الله تعالى على طاعته وهداه. والله أعلم.