هل الهم والحزن على حال الأمة من هدي النبي ﷺ؟
فتوى رقم : 23620
مصنف ضمن : الدعوة والتربية والحسبة
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 29/01/1443 08:39:20
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وفقكم الله .. فضيلة الشيخ .. نلاحظ في دروس كثير من المشايخ أنهم ينشرون بين الناس الحزن والهم على واقع الأمة لما فيها من تقصير في العبادة وابتعاد عن تطبيق الشريعة، وأنا يعجبني هذا الحزن والهم الذي يحفز صاحبه على الاجتهاد في إصلاح دينه ودين غيره، والاهتمام بأمور الأمة، لكن أريد السؤال عن:
هل هذا النوع من الحزن والهم هو من هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ وهل كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يحزن ويصيبه الهم على مافي أمته من تقصير في العبادة أو ما سيحصل من تقصير في العبادة؟
جزاكم الله خيراً.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب لحرمات الله أن تنتهك ما دام أن هذا الغرض سيكون زاجرا ورادعا لمن يخالف في هذا الأمر.
أما الهم والحزن إن كان هما وحزنا عاديا لا يؤثر على حياة الإنسان ومصالحه في دنياه وآخرته فهو من الأمور الجبلية التي لا فضل فيها في نفسها إلا بالنظر إلى الباعث فقط، والباعث أمر قلبي، وبعض الناس يكره هذه المنكرات لكنه لا يحزن، ويعلم أن رضا الله حق، ولا يصيبه الهم؛ لأنه يعلم أن الله عز وجل ناصر دينه ومعلٍ كلمته سبحانه وتعالى، بل هو على يقين وعلى فأل، وهذا أفضل المقامات.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يواجه في غزوة الأحزاب أعظم المنكرات وأسباب الحزن والهم حين حاصره العرب قاطبة لاستئصال شأفة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ولكنه لم يكن في هم وحزن بل كان في أمل وفأل؛ كما في غزوة الأحزاب، فلم يكن من هديه هذه الهموم والغموم إلا مثل ما ينال الإنسان على وجه طفيف، وكذلك العظماء حتى على أمور الدنيا لا تجد أنهم يحزنون ولا تصيبهم الهموم التي تزيد عن حدها الطبيعي، فلو قلنا بأن الحزن في هذه الحالة مذموما لصدقت هذه المقولة؛ لأن الحزن إذا زاد عند حده وكذلك الهم فإنه يؤثر على صحة الإنسان النفسية ويؤثر على عطائه في دينه ودنياه، بل يبقى قوي الأمل شديد البأس في مواجهة مثل أسباب هذه الهموم والغموم. والله أعلم.