الرئيسة    الفتاوى   الوصايا والتبرعات   الصدقة اليومية عن طريق الجمعيات الخيرية

الصدقة اليومية عن طريق الجمعيات الخيرية

فتوى رقم : 22654

مصنف ضمن : الوصايا والتبرعات

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 24/12/1442 22:31:32

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أسعد الله أوقاتكم بكل خير شيخنا الفاضل .. نحن جمعية لدينا فكرة لجمع التبرعات: (نتصدق عنك كل يوم)، نقوم باستقبال التبرعات لهذا البرنامج أول الشهر، ثم نقوم بالتصدق بجزء من التبرع كل يوم؛ حتى يكتمل الشهر.
طريقة التبرع عنه كل يوم هي:
تحويل جزء من هذا التبرع من حساب الجمعية العام إلى حساب الجمعية الخاص بالمصاريف التشغيلية، فنكون بذلك قد تبرعنا عنه كل يوم لمصاريف الجمعية التشغيلية، علماً أننا في إعلاننا للمتبرع نكتب أن التبرعات ستصرف في كل ما يخدم برامج الجمعية؛ فهل هذا جائز؟
حفظكم الله ورعاكم.

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فإن سعي المسلم كل يوم إلى البحث عن المستحقين للصدقة؛ فإذا وجد مستحقا تصدق عليه دون تأجيل= هو من خير الأعمال، وقد دل على فضلها نصوص سيأتي ذكرها.
أما أن يكون عند المسلم صدقة حاضرة كثلاثمائة ريال، ثم يقوم بتأجيل دفعها فيتصدق منها كل يوم من الشهر بعشرة ريالات؛ دون اعتبار لمصلحة الفقير في التعجيل أو التأجيل، وإنما لمجرد أن يجعل في كل يوم صدقة فلا أعلم عليه دليلا من الكتاب ولا السنة، ولا من هدي السلف.
وتأخير الصدقة يعارض ما ورد في الشريعة من المبادرة إلى الأعمال الصالحة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عنْ رسولِ اللَّه ﷺ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي مِثلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَسرَّني أَنْ لاَ تَمُرَّ علَيَّ ثَلاثُ لَيَالٍ وَعِندِي مِنْهُ شَيءٌ إلاَّ شَيءٌ أُرْصِدُه لِدَينٍ متفقٌ عليه.
فلم يقل صلى الله عليه وسلم لوزعته على الأيام.
كما أنه يعارض دلالة الترك في موضع الحاجة والأجر، مع وجود المقتضي وه طلب الأجر، وانتفاء المانع لسهولة ذلك وتيسره؛ فإن الترك حينئذ يدل على أنه غير مقصود للشريعة؛ وإلا لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
كم أن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" متفق عليه. ينبغي أن يُفهم من خلال دلالة الترك المذكورة وهو أنهم لم يفهموا منه تكلف توزيع الصدقة على الأيام دون سبب يعتبر فيه مصلحة الفقير.
وحديث أبي هريرة هذا لا دليل فيه على مطلق استحباب توزيع الصدقة الحاضرة على الأيام، وإنما هو فضلٌ ودعاء لمن وافقت صدقته هذا اليوم.
هذا ولا فرق بين أن يُحصِّل للمسلم أثر الدعاء بالخُلْف والبركة في مبلغ 300ريال مثلا سلَّمه لفقراء في يوم واحد، أو جعله في كل يوم من الشهر 10 ريالات، وفهو مجرد ظرف زمان جامد.
ثم إن دعاء الداعي بأن يعطي الله كل منفق خلفا يشمل كل من أنفق في يومه وأمسه، وكذلك ومن كثر إنفاقه.
فإذا تقرر أن الثواب إنما يترتب على المصلحة في تعجيل الصرف، أو في تأجيله فحينئذ يترك هذا الأمر لتقدير الجمعية في دفعه مبكراً أو تأخيره. والله تعالى أعلم.