الرئيسة    الفتاوى   الدعوة والتربية والحسبة   الترحم على من مات من العلماء وعنده أخطاء في المنهج أو العقيدة

الترحم على من مات من العلماء وعنده أخطاء في المنهج أو العقيدة

فتوى رقم : 22641

مصنف ضمن : الدعوة والتربية والحسبة

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 18/12/1442 10:04:54

س: السلام عليكم .. يا شيخ .. سلمك الله .. سمعت عن وفاة الشيخ (....) رحمه الله؛ فهل الأولى الدعاء له بين الناس بالرحمة أم بيان منهجه والأخطاء التي عنده؟ وكيف نرد على من يقول هذا مقام ترحُّم عليه ودعاء له، وليس مقام بيان لمنهجه والأخطاء التي عنده في صفاتِ الله، وتجويزه السحر لدفع الضرر؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله .. أما تجويز السحر لرفع السحر بعد تعذر سبل العلاج وإن كان الراجح تحريمها، لكنها من مسائل الاجتهاد، وقال بها علماء وأئمة من المعاصرين ومن غيرهم، فلا يشنع عليه بمثل هذا.
وأما ما يتعلق بأخطائه في الأسماء والصفات فقد وجدت هذه الأخطاء من أئمة سابقين؛ كالبيهقي والعز بن عبد السلام والنووي وابن حجر، عليهم رحمات الله السابغة، وجماهير غفيرة لا تحصى من العلماء؛ ولم يكن هذا موجباً عند العلماء لترك الدعاء لهم والثناء عليهم فيما أحسنوا فيه، مع تبيين ما أخطأوا فيه في موضعه وسياقه، وليس بالضرورة عند موته، فالموت له أسلوب يُتعامل فيه مع الموتى وأهاليهم وتلاميذهم، والطرح العلمي له موضعه أيضا، وإذا عزَّى الإنسان أو ترحم فلا يعني أنه يقر الناس على مناهجهم؛ فقد يترحم الإنسان على أناس وهو يخالفهم في معتقدهم.
ولهذا ترى الإمام أحمد رحمه الله حين دعا للسلاطين الذين تبنوا مسائل خطيرة في باب الاعتقاد ولم يرد عنه أنه عند ترحمه عليهم أو عند صلاته خلفهم أنه كان يقول للناس بأنني أصلي خلف هؤلاء لكنهم مبتدعة وضُلّال ونحو ذلك، بل اكتفي أنه بيَّن هذا العلم ودعا إليه، وهذا لا يمنع أن يصلي خلفه دون أن يتكلم في المسجد قبل الصلاة أو بعدها؛ بأن هذا مبتدع، وهكذا بقية العلماء الذين أخطأوا في بعض مسائل الصفات وغيرها، فمن ترحم عليهم عند الموت فلا يلزمه بالضرورة ذكر مخالفاتهم، ولكنه يظل في أقواله وأعماله مبينا للقواعد الشرعية فيما يتعلق بالأسماء والصفات وغيرها ناقضا على المخالفين بذكر أسمائهم وبعدم ذلك بحسب ما تقتضيه الحال، وهذا يكفي؛ والنبي صلى الله عليه وسلم أعطى عبدالله بن عبدالله ابن سلول رداءه ليكفن فيه والده المنافق ولم يقل حينها: إنه منافق ضال، وذلك كله لأن المقصود بيان العلم وكشف الشبهة وقد حصلت سابقا ولاحقا؛ فلا يؤثر في هذا ترحم ودعاء. والله أعلم.

عالِم    تعامل    مخالفة    رحمة    دعاء    خطأ    بيان    

مخطئ