الرئيسة    الفتاوى   أحكام اللباس والزينة والحجاب والعورات   تمكين الخادمة من تنظيف عورة كبير السن الخرف

تمكين الخادمة من تنظيف عورة كبير السن الخرف

فتوى رقم : 22553

مصنف ضمن : أحكام اللباس والزينة والحجاب والعورات

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 01/12/1442 11:06:01

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حياكم الله شيخنا الجليل .. وجدت في كشاف القناع للشيخ منصور أنه يجوز أن ينظف الإنسان عورة شخص لا يجوز له النظر لعورته إذا احتيج إلى ذلك؛ فهل هذا جائز أم لا؟ وهل في ذلك رخصة؟ وهل نص عليه أحد من العلماء المعاصرين؟ وأيضا هل يأثم الأولاد إذا لم يفعلوا هذا مع والدهم أو مع أمهم؟ هل يأثمون أو لا يأثمون أم تبرأ ذمتهم بأن يأتوا خادمة لها أو للأب؟ نسأل الله ألا نصل إلى هذا الحد وألا نلجأ إلى ذلك وألا نبتلى بهذا.

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا فضيلة الشيخ وحياك الله .. فلا شك أن الأولى أن يتولاه زوجته، ثم أولاده الذكور، ثم بناته؛ فهم أحق به وأحرى بحفظ عورته من الناس وحفظ سره، ثم خادمٌ ذكر، خال من المفاسد الكبرى.
وأما خدمة امرأة أجنبية إياه فقد تأملت في هذا، وهل الرخصة تشمل الرجل الخرف المسن المنقطع الشهوة إذا خدمته امرأة أجنبية عنه أو لا؟ وهي مسألة لا تخلو من إشكالات وتعارضات.
ولو أردنا أن نـُخرِّج هذا على الضابط المسنتبط من مجموعة نصوص والذي ذكره ابن تيمية رحمة الله تعالى وغيره وهو: (أن ما حرم سدا للذريعة فإنه يباح للحاجة أو المصلحة الراجحة)؛ وأن مسائل الخلوة والاختلاط واللمس العارض والنظر كلها مما حرم سدا للذريعة، وأن هناك مصلحة راجحة وحاجات متعددة ومفاسد تتعلق بهذا الرجل وبمن حوله، فمباشرة زوجته وأقاربه لرعايته وتنظيفه قد يكون فيه حرج وحياء أكثر من حرجه من رجل أجير أو امرأة، وكذلك فإن وجود الرجل الأجنبي خادما فيه عزل لهذ المسن عن نساء أهل بيته، وقطع عنهم كليا أو كثيرا، وفي هذا ما فيه من أذى نفسي كبير عليه، عدا خطر مخالطة الرجل الخادم للشابات من أهل البيت، وتحقق الحرج من دخوله وخروجه، وكذلك الحرج من دخول نساء البيت على والدهن وخروجهن مع وجوده أو إمكان دخوله؛ فإذا وُجِدت هذه الأصناف من الحرج والمفاسد وأن رفعها من أعظم الحاجات، وأظهر المصالح، وإذا كان شيخا فانيا لا يلتفت إلى النساء، وكانت المرأة لا تباشر عورته للتنظيف إلا بقفازات خاصة، وبمناشف فتكون المرأة في هذه الأحوال أقل المفاسد فيجوز لها مباشرة ذلك؛ لأنها حاجة في حقه، وهي حاجة أيضا في حق أهله أن يكونوا بقربه، وأن يراقبوا حال هذه الخادمة؛ لكون النساء موجودات في البيت أكثر من الرجال الذين يخرجون إلى وظائفم، وفي مصالح الأسرة. والله تعالى أعلم.