مقارنة صفة العلو لله بعلو المباني المرتفعة
فتوى رقم : 21916
مصنف ضمن : الإيمان
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 26/07/1440 04:56:31
س: أطفال في فقرة نشاط في المدرسة يقومون بمسرحية وفيها يذهبون في رحلة ويرون برجا عاليا، أحد الطلاب يسأل: هل يوجد أعلى من هذا البرج؟ فيرد الآخر: نعم؛ الله.
سؤالي: هل يجوز مقارنة صفة العلو لله عز وجل بعلو هذه المباني؟
ج: الحمد لله أما بعد .. فلا أرى بأسا في التعليم بهذه الطريقة فيما يتعلق بصفة العلو لله عز وجل، ونظير ذلك ما ثبت في الصحيحين في قصة المرأة التي فقدت ولدها في أسرى حرب من الحروب، فلما وجدته ألصقته بصدرها وألقمته ثديها في عطف وحنو، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى رحمتها بولدها ، فقال: أترون أن هذه طارحة ولدها في النار، قلنا: لا يا رسول الله، قال: لله أرحم بعباده من هذه الأم بولدها.
والعلو صفة من صفات الله ثابتة له من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تأويل؛ كوجوده تعالى وحياته وإرادته، وكذلك الرحمة صفة ثابتة لله من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تأويل، كلها نؤمن بها على الكيفية التي يعلمها الله عز وجل، ولا نعلمها ، كما قال تعالى في اثبات الصفة ونفية الإحاطة بالكيفية: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، فأثبت له سمعاً وبصراً لكنه ليس كسمع البشر ولا كبصرهم، وكذلك العلو يليق بجلال الله لا يشبه علو شيء من المخلوقين.
فلو بين للطلبة بهذا المعنى فلا بأس، ولكن مع التنبيه على أن علو الله لا يشبه علو المخلوقين. والله أعلم.