الرئيسة    الفتاوى   القرآن الكريم وعلومه   الاحتجاج بتفسير (مقاتل) مع كون أهل الحديث يتهمونه بالكذب

الاحتجاج بتفسير (مقاتل) مع كون أهل الحديث يتهمونه بالكذب

فتوى رقم : 21910

مصنف ضمن : القرآن الكريم وعلومه

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 26/06/1440 05:17:20

س: السلام عليكم .. نفع الله بكم شيخنا .. عندي إشكال: شخصية العالِم (مقاتل) رحمه الله يُحتج به في التفسير، وأهل الحديث يتهمونه بالكذب ولا يقبلونه!.
الذي أعرفه بفهمي القاصر أن التهمة بالكذب شنيعة، وأن أهل الحديث يقبلون بالراوي المبتدع مثل قبول البخاري لرواة بعض الخوارج لصدق لهجتهم؛ الإشكال عندي:
كيف يقبل تفسيره رحمه الله؟
نعم؛ نحن نتوازن في كل شخص ونقول: إنه بشر، ولابد أن يخطئ الإنسان، إذ أن جيل الصحابة وجد فيهم من زنا وسرق فمن عداهم من باب أولى.
فأرجو أن تبينوا لنا وتزيلوا الإشكال.
بارك الله في علمكم.

ج: وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته .. وأنتم نفع الله بكم وهدانا وإياكم سواء السبيل .. أما مقاتل بن سليمان فهو ما قد علمتم بضعفه في الحديث.
وأما حجته في التفسير فهي عبارة اُشتهرت عند بعض من قوَّم المفسرين، ومنهم الشافعي رحمه الله حيث قال: من أراد التفسير فهو عيال على مقاتل.
وهذا لا تعارض فيه؛ لأن العدالة في الحديث ضبط وحفظ وثقة، أما التفسير فهو صنعة مثل الفقه، فلا يقال إن فلانا حجة في الفقه، وإنما هما صنعتان تتقنان بجودة التصنيف وحسن النقل ودقة توجيه النصوص وفق قواعد التفسير أو الفقه، وذلك بخلاف رواية الحديث فلا بد لها من شروط أخرى، وأما ضعفه في الحديث أو انحرافه بالتجسيم فلا يؤثر في الجملة على ذلك.
ولهذا لو وُصف مقاتل بأنه مجيد في صنعة التفسير فلا يعني ذلك أن ما ينقله من الآثار في التفسير صحيح ثابت بل يجب عرض كل المنقولات التي ينقلها عن السلف في هذا الباب على قواعد التحديث، فما ثبت منه أُخذ به، وما لم يثبت فلا حجة فيه. والله أعلم.