الرئيسة    الفتاوى   صلاة الجمعة   القول ببدعية تخصيص يوم الجمعة التي تسبق يوم المولد لإنكار الاحتفال به

القول ببدعية تخصيص يوم الجمعة التي تسبق يوم المولد لإنكار الاحتفال به

فتوى رقم : 21809

مصنف ضمن : صلاة الجمعة

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 17/03/1440 04:43:57

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شيخنا المبارك .. أحسن الله إليكم .. هل يصح قول أن تخصيصَ جمعةٍ دائما قبلَ يومِ المولد لإنكارِ الاحتفال ببدعة يوم المولد بدعةٌ محدثةٌ؟ وذلك لأن التخصيص لم يرد.
وهل يقال مثل ذلك في جميع المناسبات التاريخية: كيوم بدر مثلا؟ فإن بعض الخطباء يذكر بهذه الغزوة والفوائد المستفادة منها.
أحسن الله إليكم.

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فأما تبيين بدعة المولد في الجمعة السابقة ليوم المولد فليس تخصيصا مبتدعا؛ بل هو من قبيل الوسائل معقولة المعنى؛ لقيام سبب التبيين، وكذلك كون أكبر تجمع قبله هو يوم الجمعة.
وأما يوم المولد نفسه فقد اختير مضاهيا للمشروع من الأعياد، وحقيقة اختيار الزمن عندهم فيه تعبدية؛ وليست معقولة المعنى؛ لأنهم يرون فضل الليلة وفضل العبادة فيها، ولا يربطون ذلك بسبب معقول؛ ولو قيل لهم اجعلوه في آخر الشهر، أو في أوله، أو قبله بيوم، أو بعده بيوم لكرهوا ذلك؛ كإنكارنا لمن قل اجعلوا عيد الفطر في الثاني من شوال، وهذا معيار التعبدية المحضة التي تحيل العمل إلى بدعة.
بل إن المعنى المعقول أن يكون تذكير الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم في موضع يحتاجون فيه إلى التذكير وهو غير يوم مولده؛ لأن يوم مولده هو يومٌ يحصل فيه تذكره دون تذكير.
وأما تخصيص خطبة الجمعة بمناسبة قريبة الذكر كغزوة بدر والإسراء والمعراج والهجرة فلا أراه مشروعا؛ بل يكون التذكير بحسب الاحتياج، أو أن يكون عفو الخاطر دون هذا القصد.
ومن المعلوم أن الشيء يكبر ويعظم في البدعة بحسب كثرة الخصائص والصفات المحدثة فيه؛ فقصد تلك المناسبات بالتذكير هي صفة واحدة توجب الحكم عليه بالبدعة، ولكنه ليس كمن ضم إليه الاجتماع، واعتقاد الفضل لذات الليلة، وأنشأ فيه التهاني، وأنواع المآكل والمشارب؛ كالذي يكون في المولد، ويكون كذلك في الأعياد الشرعية. والله أعلم.