الرئيسة    الفتاوى   المسائل الإعلامية والترويح والتصوير   التدرب على التهكير الذهني

التدرب على التهكير الذهني

فتوى رقم : 21807

مصنف ضمن : المسائل الإعلامية والترويح والتصوير

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 16/03/1440 21:39:57

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ما حكم التدرب على التهكير الذهني؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. التهكير الذهني كما يرى المتعاملون به نوع من الإيحاء، ويسمونه الإيحاء اليقظ، ويفرقون بهذا بينه وبين التنويم المغناطيسي بهذا القيد، وهو عندهم لا يؤدي إلى غيبة العقل، لكنه يؤدي إلى التحكم بدماغ المستهدف لتوجيهه؛ من خلال وسائل من الوهم والإيحاء والإقناع والبرمجة اللغوية العصبية؛ لتحصيل التفكير الإيجابي، وصولا إلى تحقيق الأهداف في الحياة العملية، هذا ما وصفوه به، وسموه تهكيرا لما فيه من الاستيلاء على الذهن لتوجيهه.
والأصل المعتبر للحكم على مثل هذه الأمور هو رأي أهل الخبرة من علماء النفس، وهم مختلفون فيها؛ كما أن الباحثين في الشريعة مختلفون فيها بناء على اختلاف المتخصصين.
ومن رأى المنع بنى ذلك على بعض أصولها الفلسفية لدى أصحاب ديانات وثنية، وكذلك ما ذكره بعض المتخصصين من أضرارها؛ كالآثار العكسية من الإحباط وغيرها.
وكون الشيء مستخدما لدى غير المسلمين لا يصح أن يكون بالضرورة سببا للتحريم؛ وذلك إذا لم تكن أصول الديانة وطقوسها شرطا لتحصيل هذا النفع؛ فقد يمكن الفرز والتقسيم، وإعطاء كل قسم حكمه المناسب له.
وفي المقابل لا تكون تنقيتها من هذه الأباطيل وإحلال النصوص القرآنية، والآثار السلفية، وقصص أصحاب الإرادات السنية سببا للقول بحلها مطلقا؛ لأن عددا غير قليل ممن يُنظِّم هذه الدورات له منافع في تسويقها؛ فيضفي عليها من الأوصاف ما يغري ضعفاء العقول لبذل الأموال الكثيرة سعيا وراء وَهْم التغيرات الإيجابية الكبرى، والتحولات النفسية العظمى، وأن هذه الدورات ستولد لديه "طاقة هائلة" لتحقيق أهدافه المتعثرة، والوصول إلى غاياته المتأخرة؛ فتؤكل الأموال الكثيرة بالباطل؛ بسبب الغبن الفاحش.
وصار مما يثير الريبة إعادة طرح هذه الدورات بأسماء جديدة كلما احترق اسم أو أعرض الناس عنه. والله أعلم.