الرئيسة    الفتاوى   أحكام الجنائز   زيارة قبور الوالدين لإيناسهما

زيارة قبور الوالدين لإيناسهما

فتوى رقم : 21764

مصنف ضمن : أحكام الجنائز

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 09/03/1440 16:44:35

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هل تعد زيارة قبر الوالدين من البر بهما؟ وهل يسمع الميت كلام من يزوره من الأحياء؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أما سماع الموتى كل شيء وعقلهم كلام الناس فالصحيح عدم ذلك إلا ما استثناه النص؛ كقرع النعال، وما حدث لمشركي قليب بدر.
ودليل ذلك: أنهم لو كانوا يسمعون كما يسمع الأحياء لشرع الله إيناسهم كل يوم؛ لاسيما مع شدة الوحشة، وطول المقام، ولكن لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته؛ فلذلك يقصر هذا على الوارد فقط.
وأما قول ابن القيم: إن قوله صلى الله عليه وسلم: "السلام عليكم أهل الديار.." رواه مسلم (975) ورأيه رحمه الله أن هذا خطاب لمن يسمع ويعقل ففيه نظر؛ لأن هذا يجوز في لغة العرب في خطاب الجمادات.. وفي الحديث: "وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" رواه البخاري (1303) ومسلم (2315) فقد مات رضيعا لا يعقل.
وأما غرض الزيارة الشرعي فهو أمران:
1. الموعظة وتذكر الآخرة للحي؛ كما في الحديث الذي راوه أهل السنن، وأصله في مسلم.
2. انتفاع الميت بالدعاء؛ لاسيما في حال خشوع الزائر واخباته. وفي الحديث: "يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين" رواه مسلم (974) ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم لشهداء أحد، رواه مسلم (2296).
فعلى هذا تكون زيارة قبر الوالدين من البر، لكنه بر الدعاء واستمرار تذكرهما؛ لا بر الإيناس. والله أعلم.