الرئيسة    الفتاوى   أصول الفقه وقواعده   هل يمكن أن توجد عبادة مباحة غير مشروعة؟

هل يمكن أن توجد عبادة مباحة غير مشروعة؟

فتوى رقم : 20403

مصنف ضمن : أصول الفقه وقواعده

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 07/04/1438 16:30:16

س: قاعدة مفيدة: وهي أن الشئ قد يكون جائزا، وليس بمشروع، ومن أمثلة ذلك : الرجل الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية بعثها، فكان يقرأ ويختم لهم بـ (قل هو الله أحد) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ولكنه لم يقل للأمة: إذا قرأتم في صلاتكم فاختموا بـ (قل هوالله أحد) ولم يكن هو أيضا يفعله عليه الصلاة والسلام، فدل هذا على أنه ليس بمشروع، لكنه جائز لا بأس به.
السؤال شيخنا .. هل هذا صحيح؟

ج: الحمد لله أما بعد .. غير المشروع في العبادات = غير جائز ؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : "حبك إياها أدخلك الجنة" فقط ولم يصحح فعله ، ولم يظهر نفيه .
والرسول صلى الله عليه وسلم في هديه يتكلم ويعمل ويترك: مرة بصفته نبيا مقرا مشرعا ، ومرة بصفته حاكما منظما ، ومرة بصفته مفتيا مستدلا ، ومرات بصفته داعيا معلما هاديا ؛ فتركه صلى الله عليه وسلم هذا العمل ، وترك صحابته له أظهر مما ظنه البعض إقرارا في هذه المسألة لمشروعية التجديد في مسائل العبادات المحضة ؛ فهو يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم تألفه بالسكوت ، وأحال الناس في أصل المشروعية إلى ظاهر هديه في كونه ترك ذلك تركا مستمرا ، ومن المعلوم أن للترك في العبادات مع وجود المقتضي وانتفاء المانع مثل دلالة النهي عن الفعل.
ولهذا ترى أن كثيرا من أهل الأثر قد تركوا ظاهر فعله صلى الله عليه وسلم- وليس فعل غيره - أخذا بترك الصحابة المستمر ؛ وذلك في وضع الجريد على القبر ، وعدها مشايخنا من غير المشروع ؛ لعدم مصاحبة ذلك هدي الصحابة ؛ فكيف باجتماع الترك المستمر من الرسول وصحابته في مسألة تكرار سورة الإخلاص؟
فعليه لا أرى مشروعية ذلك ، وينتج عن هذا أنه لا يوجد ما يأخذ حكم المباح في العبادات ؛ فهي لا تكون إلا واجبة أو مستحبة فقط. والله أعلم.