فتوى رقم : 19845

مصنف ضمن : المسائل الطبية

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 29/01/1437 01:51:34

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. عندي مسألة وأحتاج إلى فتواكم فضيلة الشيخ .. رزقت بمولود لديه عيب خلقي مركب بالقلب ، وهو عبارة عن ضمور بالجانب اﻷيسر للقلب ، وهو اﻷسوأ واﻷكبر بين عيوب القلب ويحتاج إلى 3 عمليات جراحية خطرة و4 قسطرات مع البنج خلال سنة ونصف إلى سنتين. وقد أوصى الفريق الطبي بعد دراسة حالة ابني بعدم نفع تلك العمليات لحالته ؛ حيث إنها فقط تعمل على تأجيل الوفاة وامتداد فترة معاناته، حيث 50% من الأطفال الذين يجرونها يتوفاهم الله خلال الخمس سنوات الأولى والبقية في أعمار متفاوتة قد تصل 15 عاماً، وذلك حسب مناعة الجسم كما أنه لن يكون طفلا عاديا حيث يلحق إجراءاها مضاعفات عدة مختلفة قد تحتم تنويم الطفل أغلب فترات حياته في المستشفى والفترات الأخرى يكون له نظام علاجي وحياتي مختلف وفي معزل ببيت ذويه نظرا لضعف مناعته مما يزيد من معاناة الطفل وعائلته خلال فترة علاجه.
وسؤالي هنا فضيلة الشيخ: هل يجوز شرعا من أجل تفادي معاناة طفلي وعائلتي بأكملها أن يتم تنفيذ ما يوصي به أهل الاختصاص من أطباء القلب وعدم إجراء العمليات الغير نافعة على حد قولهم وتركه حتى تتم الوفاة والتي يتوقعونها خلال أيام أو أسابيع.
أفيدونا أثابكم الله وجزاكم الله عنا كل خير.

ج: فإن مناط الحكم بجواز التداوي أو وجوبه يناط بأحد أمرين :
1. غلبة الظن بنجاح العملية في نفسها ، وغلبة ظن أخرى بتماسك المريض بعد الشفاء ، وعدم انتكاسته في مدة طويلة .
3. التعويل على نجاح العملية في نفسها فقط دون النظر إلى أحوال أخرى للمريض ؛ باعتبار أن المطلوب منا علاج المرض ، والاتكال على الله فيما لا حيلة لنا فيه.
وكل هذا مبني على موازنة المصالح بالمفاسد ، وعلى اعتبار مقدار معاناة المريض بالنظر إلى الآثار الإيجابية للعملية.
كما أنه مبني على أن الأصل في التداوي عدم الوجوب ، إلا عند وجود غلبة ظن ظاهرة تشبه القطع بنجاة المريض وسلامته ؛ كعصب الوريد النازف ، وعملية الزائدة الدودية ونحوهما مما يقطع بخطره وشفائه.
والذي يطبق هذه الضوابط ويحقق مناط الحكم فيها هم الأطباء المختصون بالحالة المعروضة.
فعليه أرى أن تعملوا بتوصية الأطباء في ذلك.
والله أعلم.

عدم    فشل    تداوي    تطبيب    طبيب    طفل    عملية طبية