الرئيسة    الفتاوى   المسائل الطبية   لم تقم بالواجب تجاه المريض لأنها كانت جاهلة ومنعها الجهل من السؤال

لم تقم بالواجب تجاه المريض لأنها كانت جاهلة ومنعها الجهل من السؤال

فتوى رقم : 17456

مصنف ضمن : المسائل الطبية

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 06/07/1434 22:19:04

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا طبيبة أعمل في قسم الأمراض المهنية بالكلية, وهو يشبه الأمراض الباطنية والصدرية, وبعد أن عملت فيه وجدت أن مستوى التعليم فيه ليس جيدًا, وأن معلوماتي فيه أقل من معلومات زملائي في قسم الصدر, فكنت أخجل من ذلك؛ لأني كنت متفوقة أيام دراستي في الكلية, ولكن كان يجب أن أحسن معلوماتي بنفسي, وأنا ولا زلت أتفانى في خدمة مرضاي, ولا أتكبر على أحد أبدًا, أما ما حدث فإنه منذ 8 سنوات ، وعندما كنت في السنة الثانية في القسم, دخل عندنا فى القسم في أحد الأيام مريض لديه جلطة قديمة في القلب ، وبعدها بيومين وفي يوم "النباطشية" "الوردية" الخاصة بي مرّ بي أحد الأساتذة وقال لي: "المريض يبدو عليه أن حالته سيئة, وأن نبضه ضعيف فلمَ هو في قسمنا؟ أخرجيه أفضل" فهم كانوا يفضلون دخول الحالات البسيطة, فقلت له: أدخلته إلى قسم المدرس المساعد, وقلت فى نفسى : لا أخرجه حتى لو تعب أذهب به الى الرعاية. وعملت له أشعة على الصدر, ووجدت عنده مياهاً على الرئة اليسرى, وذهبت به إلى قسم القلب حتى إذا كانت حالة قلبه تستدعى أن يأخذوه ليعالجوه فى قسمهم يكون أفضل له, فقال لى الطبيب الزميل هناك: "لا شيء بالنسبة للقلب أكثر مما تعطيه له من علاج فحالة قلبه مستقرة الآن ", ولكن استشيري زملاءنا في قسم الصدر عن حالة الصدر, فقلت فى نفسى: ربما أجد أحد زملائي أو من هم أصغر مني فخجلت أن أسألهم, وأرجأت سؤالهم إلى اليوم التالي حتى تأتي زميلتي الأصغر مني, فقد كانت في بدايتها, ولن تشعر بالحرج, وأمضيت "نباطشيتي" مع المريض, وخلالها كان ضغطه منخفضاً وكان ضيق التنفس عنده يزداد مع المجهود, وبتّ معه ليلتي؛ لأنها كانت "نباطشيتي", وفي الصباح الباكر كلمت زميلتي؛ حتى لا تتأخر على المريض, وقلت لها: حالته غير مستقرة, وضغطه منخفض, وعليك أن تذهبي به لقسم الصدر, وبعد أن استلمت زميلتى الحالة بحوالي ساعة توفي المريض, وعلمت منها بالأمس بعد أن كلمتها لأعلم ما حدث أنها ذهبت لتفطر وعادت فوجدته أصيب بصعوبة في التنفس, وقال لها الذي كان معه: إنه سيموت, فدعينا نخرجه, فلا نريده أن يموت في المستشفى, ثم توقف تنفسه وتوقف قلبه وذهبت به إلى الرعاية؛ وقاموا بعمل صدمات كهربائية فعاد قلبه, ثم توقف مرة أخرى وتوفي, وفي اليوم التالي للوفاة رأى أحد الأساتذة الأشعة, وقال: كيف يكون عنده كل هذه المياه على الرئة اليسرى ولا تجعلي أحدًا يسحبها له؟ حالة الصدر كانت أهم من القلب، وأنا الآن في أشد الندم على ما فعلت, وبتّ – واللهِ - أسأل عن أي معلومة لا أعرفها أيَّ شخص - حتى وإن كان يصغرني بعشر سنوات - ولكن ماذا يجدي الندم! ولا أدري ما حكمي؟ ولقد تبت إلى الله توبة نصوحًا, ولا أكاد أفكر في شيء في حياتي صباحًا أو مساء إلا هذا الموضوع ولا يكاد دمعى يجف, ولقد بدأت في صيام شهرين متتابعين, وأنا أبحث في الملفات القديمة محاولةً الوصول إلى عنوان له, وربما لن أستطيع الوصول إليه, وربما سأصل اليه, ولا أجد له أقارب؛ حيث إني أذكر أن صديقه الذي كان معه كان يقول: إنه ليس له أقارب. فهل تجب الدية علي؟ وكيف أخرجها ؟ ولمن أدفعها؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فأما ما يتعلق بحق الله فقد قمت به من الندم وصدق التوبة ، والله يقبل توبة عبده ولو كانت كفرا .
وأما ما يتعلق بحق الآدمي فلم يظهر أن سبب الوفاة كان منك لا بيقين ولا غلبة ظن ؛ فلا تجب عليك دية ولا كفارة.
وأما معاناة المريض معك بسببب ضيق تنفسه وعدم قيامك بما يجب عليك في ذلك وتركك للسؤال خجلا أو كبرا فقد كان خطأ فادحا ، ولكن مع توبتك المذكورة فإن الله يعفو عن ذنب عباده ، وأرجو أن يحمل عنك الله تعالى حق المريض في هذه الفترة ، مع صدق هذه التوبة . والله أعلم.

سبب    جناية    موت    قتل    طبيب    تطبيب    تمريض    ممرض    جهل    خطأ    تعدي    تفريط    كفّارة    دية    

مخطئ