



كان عاصياً فابتلاه الله في تجارته فتاب إلا أنه في صراع مع نفسه بسبب الديون
فتوى رقم : 17378
مصنف ضمن : الرقائق والأذكار والأدعية
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 11/06/1434 22:03:31
س: كنت مسرفا على نفسي وبعيدا عن الله إلى أن ابتلاني الله في تجارتي ومالي ، وأنعم علي المولى عز وجل بأن هداني إلى صراطه المستقيم ـ والحمد لله ـ ، وأنا الآن أتقرب إليه وأتعرف عليه بكل الطرق والدلائل ، ولكن مصيبتي هي كثرة الديون، فأصبحت في دوامة وصراع مرير مع نفسي، فما هو السبيل للخروج من هذه الدوامة أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
ج: الحمد لله أما بعد .. ما دام أن هذا يحصل بغير إرادتك وليس مصحوباً بالتذمر والتسخط فلا حرج عليك.
ولكن ينبغي عليك أن تأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في حديث ابن عباس: "واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف" رواه الترمذي، وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً" . وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له". رواه مسلم.
وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله ومم تضحك؟ قال: عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير؛ إن أصابه ما يحب حمد الله، وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن" و قال عليه الصلاة والسلام: "من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر". رواه البخاري ومسلم.
وعليك بكثرة الدعاء وصدق اللجء إلى الله تعالى لاسيما في أوقات إجابة الدعاء كالسجود وآخر التشهد وبين الأذان والإقامة وآخر الليل؛ فإن الله تعالى يقول: "ادعوني أستجب لكم" ويقول سبحانه: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".
ومن الأدعية التي جاءت بخصوص الاستعانة بالله على قضاء الدين:
عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر) وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
وعن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني. قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صير دينا أداه الله عنك؟! قال: قل: (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب ، وحسنه ابن حجر.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة! ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟! قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله. قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني. رواه أبو داود وغيره. والله أعلم.