اتباع جنازة من لا يستحق الاتباع
فتوى رقم : 15955
مصنف ضمن : أحكام الجنائز
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 17/07/1432 10:00:47
س: قال شيخ الإسلام: (لو قدر أن الميت لا يستحق التشييع، تبعه لأجل أهله ؛ إحسانا إليهم ، وتأليفا لقلوبهم ، أو مكافأة لهم وغير ذلك ، كما فعل عليه الصلاة والسلام مع عبدالله بن أبي ) هل ينطبق هذا الكلام في من تبع جنازة رجل من الشيعة الاسماعيلية؟
ج: الحمد لله أما بعد .. فقد سبق أن ذكرت في جواب سابق أن الكفر لا يقوم بالشخص بمجرد انتسابه إلى فرقة من فرق أهل القبلة تقول الكفر أو تفعله ؛ حتى يقوله هو أو يفعله ، وبينت دلائل ذلك ، وأقوال أهل العلم فيه .
وتبقى مسألة التعامل مع المنسوب إلى تلك الفرقة ، أو المنتسب إليها ؛ فهذه ترجع إلى قواعد السياسة الشرعية والمصالح والمفاسد ، ومن فروعها الهجر والتحذير والتنفير من شخصه ، أو عدم ذلك ، أو بعضه ، إما بقصد إصلاحه ، وإما بقصد حفظ الناس من شرور بدعته وفكره .
فعليه قد يجوز شهود جنائز كثير من هؤلاء ؛ كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم شهود جنائز المنافقين .
وقد لا توجد مفاسد من اتباع جنائزهم ؛ فيجوز شهودها ، ولكنها قد تكون مستحبة إذا قُصد بذلك الإحسان إلى أهله الصالحين ؛ كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله .
والمنتسب إلى الفرقة المذكورة إذا لم يظهر هو بعينه كفرا معينا فتُجرى عليه أحكام الإسلام الظاهر ، ويُوكل باطنه إلى الله .
وإما إن أظهر في حياته جلدا ونصرة لمذهبه ، وكان في حضور جنازته ممن لا مفسدة من حضوره تأليفا لقلوب أتباعه وأقاربه : كان من جنس ذلك . والله أعلم .