فتوى رقم : 15785

مصنف ضمن : المسائل الإعلامية والترويح والتصوير

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 19/06/1432 17:04:09

س: السلام عليكم .. جزاكم الله خيراً .. عملت موضوعاً في منتدى (...)، أجمع فيه القصص عن الاستغفار وسورة البقرة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأناس دعوا ربهم فاستجاب لهم، أنقل القصص من المنتديات وأنا لا أعرف صحتها إنما على ذمة كاتبها، وبدأت أخاف أن يكون ذلك حراماً أو شبهة، فأرجو إفتائي في هذا الأمر وجزاكم الله خيراً؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. لا نرى للداعية ولا لغيره رواية القصص التي لا تعلم صحتها؛ لأجل أمور منها: الأول: أن بعض الناس قد يجعلها مجالا لسب الدين والاستهزاء بالدعاة ؛ فإذا وجدت الذريعة إلى هذه المفسدة وجب سدها ، وقد قال الله عن سب آلهة المشركين ـ وسبها مستحب ـ : "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" ؛ فكيف بمثل هذه القصص .
الثاني: المنهج الصحيح الذي ينبغي أن يربى عليه الناس هو أن نجعل التاُثير الأكبر في نفوسهم هو الكتاب والسنة ، وليس خوارق العادات ، وهذه الخوارق وإن أُيد بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن هذا كان في أول الإسلام لمزيد إقامة الحجة على المعاندين ، ولا نحتاج اليوم إلى مثل هذا .
الثالث: أن هذه القصص ـ لو سلمنا بصحتها ـ إذا راجت بين الناس فقد يدفع هذا بعض الوعاظ إلى اختلاق قصص أخرى أو المبالغة فيها ، وإذا ظهر هذا للناس كان ضرره أكثر من نفعه ، وقد وجد هذا في قصص بعض الدعاة مما دفع بعض الناس إلى قلة الثقة بهم .
الرابع : أن في كتاب الله وسنة رسوله كفاية عما سواهما ، وقد طلب بعض الكفار آية على نبوته صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : "وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" . فاستنكر عليهم طلب الآيات مع وجود كتاب الله .
الخامس : أن العلماء الأثبات والأكابر لم يكونوا من أهل رواية مثل هذه القصص ؛ فليكن لنا فيهم أسوة . والله أعلم.

موعظة    قِصة    نشر    منتديات    الشبكة العنكبوتية    مواقع الشبكة