قول ذي النون "... يصونك الله عنها ولا يبتليك بها"
فتوى رقم : 15697
مصنف ضمن : المناهي اللفظية
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 04/06/1432 04:57:41
س: شيخنا .. ما رأيك في هذه المقولة: "قيل لذي النون: هل من وراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلة هي أرفع منها؟ قال: نعم , يصونك الله عنها ولا يبتليك بها". (روضة الأمراء)؟
ج: الحمد لله أما بعد .. فذو النون المصري رحمه الله حكيم زاهد واعظ ، ولعل مراده هنا : الصبر عن الشهوات ؛ بأن يصونه الله منها، ولا يبتليه بها ؛ فالصبر عنها والسلامة منها خير من منزلة الحسبة ؛ لأنها وسيلة إلى ترك الشهوات ، وترك الشهوة هو المقصود الأعظم من الحسبة ؛ فكان الصبر عن الشهوات خيرا منها .
وهذا إن أُريد به تفضيل جنس العمل والترك الواجبين على الحسبة فهو صحيح ؛ لما ذُكر من التعليل ، وإن أُريد به تفضيل الفرد على الفرد مطلقا فهو باطل ؛ فلا يصح القول بالتفاضل المطلق بين أفراد الأعمال ؛ فقد تكون الحسبة خيرا من بعض الأعمال والتروك الواجبة ، وقد يكون يكونان خيرا من الحسبة ؛ باختلاف الأحوال والمقامات ، وبالنظر إلى مقام المعصية في الشريعة ، وأثر الحسبة في الناس . والله أعلم.