صفة الخرور إلى السجود
فتوى رقم : 13137
مصنف ضمن : صفة الصلاة
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 01/01/1432 12:43:04
س: السلام عليكم .. ما صفة الخرور إلى السجود؛ هل هي على الركبتين أم اليدين؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ذهب جمهور العلماء إلى أن الأفضل أن يضع المصلي ركبتيه قبل يديه عند النزول للسجود، واستدلوا بحديث وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، لكن سنده ضعيف، وبحديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه. أخرجه الحاكم والبيهقي والدارقطني، وقال: تفرد به العلاء بن إسماعيل وهو مجهول، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه أنه منكر، وقد روي في هذا أحاديث أخرى لا تخلو من مطعن إما انقطاع أو إرسال.
وذهب آخرون إلى استحباب وضع اليدين قبل الركبتين عند الهبوط للسجود، منهم الأوزاعي ومالك وابن حزم، قال ابن أبي داود: وهو قول أهل الحديث، واستدلوا بحديث أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه" رواه أحمد وأبو داود والنسائي. وفي رواية: "وليضع يديه ثم ركبتيه" لكن في سنده مقالا، وقد رجح جماعة حديث وائل بن حجر وما في معناه، ومنهم ابن القيم في كتابه "زاد المعاد"، ورجح آخرون حديث أبي هريرة وما في معناه، والمسألة اجتهادية، والأمر فيها واسع، ولذا خير بعض الفقهاء المصلي بين الأمرين، إما لضعف الأحاديث من الجانبين وإما لتعارضها وعدم رجحان بعضها على بعض في نظره.
والأقرب هو القول بأفضلية تقديم الركبتين؛ لأنه الموافق للحال الطبيعي عند خرور الإنسان حيث يقدم ركبتيه على يديه، ولأن البعير عند خروره يقدم يديه؛ فالنهي إنما هو عن المشابهة في الهيئة العامة، ولا نحتاج بعد هذا أن نبحث عن ركبتي البعير هل هما في يديه أو رجليه؛ لأن للإنسان هيئة في الوقوف تختلف عن البعير. والله أعلم.