الرئيسة    الفتاوى   الحديث   معنى حديث "مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء"

معنى حديث "مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء"

فتوى رقم : 12276

مصنف ضمن : الحديث

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 27/03/1431 03:25:08

س: السلام عليكم .. حديث: (إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله) أخرجه ابن ماجه ماذا يقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا طاب أعلاه) الحديث؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. هذا الحديث أخرجه ابن ماجه من حديث معاوية بن أبي سفيان، وهو صحيح.
ومعناه: أن أعلى الشيء أفضله والحاكم عليه، والأعلى على الأعمال والحاكم عليها هو القلب، وأسفله جوارحه؛ فإذا طاب القلب وصلح: طاب وصلح أسفله؛ وهي الجوارح وعملُها .
وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم : "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهي القلب" رواه الشيخان من حديث النعمان بن بشير .
ومثل ما جاء في حديث حذيفة في الصحيح ، قال ‏: ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول : "‏تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب ‏أشربها ‏نكت ‏فيه نكتة سوداء وأي قلب ‏أنكرها ‏نكت ‏فيه ‏نكتة ‏بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل ‏الصفا ‏فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود ‏مربادا ‏كالكوز ‏مجخيا ‏لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما ‏أشرب ‏من هواه" .
وقيل : إن المعنى إذا حسنت سريرته حسنت علانيته ، وهو راجع إلى المعنى المذكور ؛ لأن السر هو عمل القلب ، والعلن هو ما تعمله الجوارح .
وفي هذا تنبيه إلى إصلاح عمل القلب . والله أعلم.