الرئيسة    الفتاوى   الإيمان   ذهاب الشمس وسجودها عند العرش هل يتعارض مع رؤيتها دائما؟

ذهاب الشمس وسجودها عند العرش هل يتعارض مع رؤيتها دائما؟

فتوى رقم : 10745

مصنف ضمن : الإيمان

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 29/01/1431 16:01:44

س: كيف نجمع بين هذا الحديث، وبين أن الشمس في مكانها، تغرب عن مناطق وتشرق في مناطق : عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس : "تدري أين تذهب" قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك تقدير قوله تعالى : "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم" . انتهى من صحيح البخاري .

ج: الحمد لله أما بعد .. فإن أقرب ما قيل في ذلك هو أن ذهاب الشمس هذا وسجودها لله لا يخضعان لمقاييس العقول؛ بل يكونان ذهابا وسجودا حقيقيين لا نعرف كنههما.
ولهذا نظائر منها:عذاب القبر يقع على الروح كما يقع على الجسد حقيقة دون أن ندرك حقيقته؛ حيث لا يُرى في القبر نار ولا صوت، ولو وُضعت أجهزة بث داخل القبر فلربما لم تسمع شيئا. ومنها :بعض الأصوات يسمعها الحيوان ولا يسمعها الإنسان ، وكالروح لا يُعرف كيف تمازج الجسد ولا كيف تخرج منه ، وكسجود الشجر والدواب .
فعليه نؤمن أن للشمس ذهابا وسجودا لم تُدرك حقيقته، ومن المعلوم أن الغروب في اللغة هو الذهاب؛ كقول العرب : اغرب عن وجهي ؛ فلربما كان ذهابها بذهاب صورتها لتسجد تحت العرش.
ولهذا جاء في رواية مسلم (1/138) من حديث أبي ذر: ".. ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" أي أنها مع ذهابها وسجودها تجري لا يستنكر الناس منها شيئا؛ ما يدل أنه ذهاب خاص لا تدرى حقيقته، وأن الحديث اعتبر وجودها ظاهرا.
فعليه لا يكون الأمر كما يفهم البعض من أن ذهابها هو غيابها حقيقة عن الأرض بحيث لا يراها البشر؛ مما يعارض قطعية فلكية. والله أعلم.