تريد الإسلام، لكن بعد أن تغير اسمها وتحصل على شهادة الإسلام
فتوى رقم : 10219
مصنف ضمن : الجهاد ومعاملة الكفار
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 22/09/1430 10:35:59
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحبك في الله - يا شيخ - وأثق في علمكم كثيراً .. سؤالي جداً ضروري وطارئ : امرأة مسيحية تريد أن تسلم وهي مقتنعة تماماً بالإسلام ، لكنها تعتقد أنه يجب عليها أن تغير اسمها وتحصل على شهادة الإسلام ، فهي على قولها ستنتهز عطل نهاية السنة كي تذهب إلى مصر وتسلم وتحصل على شهادة الإسلام ، فهي فرنسية ألمانية من أصل لبناني تتكلم العربية وتدرس في الولايات المتحدة ، ولذلك فإن هناك العديد من الإجراءات حتى تتمكن من تغيير كل أوراقها ، ومن ذلك أن توكل محامياً فرنسياً أو ألمانياً ، أنا أعلم أنه لا يشترط لأن تسلم أن تغير اسمها أو تحصل على شهادة الإسلام ، وأعلم أن فكرة انتظارها إلى عطلة نهاية السنة خاطئة فالإنسان لا يضمن عمره ، وهي سوف تسافر بعد ثلاثة أيام تقريباً إلى أمريكا لقرب موعد دراستها فلا أدري ماذا أقول لها ، هل أطلب منها أن تنطق بالشهادتين فقط وبذلك تكون قد أسلمت وبعد أن تصل إلى أمريكا تذهب إلى أقرب مركز إسلامي لتعلن إسلامها وتتعرف على تعاليم دينها ، لأني أجد من الصعب أن آمرها بأشياء قد تكون سبباً في المشقة عليها أو تنفيرها أم أطلب منها بعد أن تنطق بالشهادتين أن تغتسل وتؤدي الصلوات الخمس ، أم تشهر إسلامها عندما تصل أمريكا؟ أتمنى من فضليتكم إرشادي إلى الحل الصحيح مع العلم أنها تثق بكلامي، وهي الآن موجودة في لبنان وستغادرها بعد يومين أو ثلاثة ولا أعتقد أن هناك تواجداً إسلامياً كثيراً في مدينتها، أحببت أن أسألكم - فضيلة الشيخ - حتى لا أقع في الخطأ في دعوتي، فلا أريد أن أكون منفراً ولا أيضاً متساهلا في أمور لا يجوز التساهل بها بحجة عدم التنفير، أرجو من فضيلتكم - إن تكرمتم - الرد في أسرع وقت .. جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أحبك الله الذي أحببتني لأجله ، وأرى أن تدخل في الإسلام وتنطق بالشهادتين وإن لم تغير اسمها أو تحصل على شهادة الإسلام ، وإذا أسلمت فيمكن تعليمها برفق وتدرج ؛ فلا تُعرض عليها شرائع الإسلام جملة ، ولا يُعنف عليها فيما تتركه منها حتى يقوى إيمانها.
قال الإمام ابن تيمية: ( .. ومعلوم أن الرسول لا يبلّغ إلا ما أمكن علمه والعمل به، ولم تأت الشريعة جملة، وكما يقال: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع. فكذلك المجدد لدينه والمحيي لسنته لا يبلّغ إلا ما أمكن علمه والعمل به؛ كما أن الداخل في الإسلام لا يمكن حين دخوله أن يلقّن جميع شرائعه ويؤمر بها كلها. وكذلك التائب من الذنوب، والمتعلم والمسترشد لا يمكن في أول الأمر أن يؤمر بجميع الدين ويُذكر له جميع العلم فإنه لا يطيق ذلك، وإذا لم يطقه لم يكن واجبًا عليه في هذه الحال، وإذا لم يكن واجبًا لم يكن للعالم والأمير أن يوجب جميعه ابتداءً، بل يعفو عن الأمر والنهي بما لا يمكن علمه وعمله إلى وقت الإمكان ) . والله أعلم.