الرئيسة    الفتاوى   الإيمان   علاج الوسوسة في الإيمان والرياء

علاج الوسوسة في الإيمان والرياء

فتوى رقم : 6926

مصنف ضمن : الإيمان

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 14/05/1430 23:21:50

س : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أتمنى أن تصلكم رسالتي وأنتم في أتم الصحة والعافية .. أولاً : أشكركم على هذا المنبر الذي يعمل على نشر الخير وجزاكم الله عنا خير الجزاء . ثانياً : سوف أعرض لكم مشكلتي ولا أعلم من أين أبدأ لكن الذي أعلمه أني أُعاني من ألم نفسي حاد ، تعرضت لوساوس في العقيدة ، الذي إلى الآن يُتعبني هو باختصار عن أهوال يوم القيامة وعن الجنة والنار ، ويصل إلى درجة الاعتقاد بدون نطق بها - وأتعوذ بالله منه - في بعض الأحيان يهدأ الأمر وبعض الأحيان يثور كالبركان فأكون في أشد التعب ، لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي مهما حصل ، لذلك لا تقل لي : الطبيب النفسي . أريد علاجاً أنا أقوم به في المنزل ، أخاف من عقاب الله ، يراودني بعض الأحيان أني منافقة إذا عملت عملا صالحاً ، ومثال على ذلك : أنى الآن أعمل بوظيفة إدارية في دار تحفيظ القرآن ، وطلبت مني المديرة لبس القفازات ولبس الجوارب ، وفي الحقيقة أنا لا ألبسها ولكن - ولله الحمد - ألبس العباءة على الرأس خالية تماماً من الزخرفة - ولله الحمد - وفعلاً لبست ما أمرت به المديرة ولكن عشت بعدها بصراع لا يعلم به إلا الله وهو أنى ما عملت هذا العمل إلا من أجل الوظيفة ، لأني لا ألبسه عندما أكون خارج نطاق العمل ، ويأتي حديث نفس أنى منافقة وأنى أعمل ذلك رياء ، وبعض الأحيان تحدثني نفسي أن أكذب على المديرة وأقول : إني ألبس . وفي الحقيقة أكذب فأنا لبست أكثر من مرة والله لم أستطع المشي بشكل جيد كأني سوف أتعثر ، فما حكم فعلي هذا وهو أنني أرتدي لبس القفازات والجوارب في العمل لطلب العمل منى ذلك ولا أرتديها عندما أكون خارج نطاق العمل ؟، هل أكون منافقة علماً أنى ألبس عباءة على الرأس خالية من الزينة أفيدوني ؟. الأمر الثالث وهو أني حاولت كثيراً أن أترك العمل في التحفيظ فالدار دائما ما تعمل محاضرات دينية وأخشى ألا أطبقها فتكون حجة علي وليست لي ، فدائماً ما تراودني فكرة أن أترك العمل فيه مصحوبة بالحالة من الخوف والضيقة ؟. الأمر الرابع كنت كاتبة في منتدى متخصص في مجال تخصص الخدمة الاجتماعية ، وكنت أكتب أشياء تفيد الغير وبعد فترة بدأت وساوس تأتي بأن اترك مجال الكتابة وأن كل ما أكتبه سوف أحاسب عليه ، وأنى سوف آخذ ذنب الآخرين في ذلك إلى أن تركته ولم أعد أكتب في أي مكان، وليس ذلك فحسب بل أصبحت أمتنع عن إبداء رأي في أى موضوع ؛ خوفاً من أن أكون مخطئاً فآخذ ذنب غيري ، ولا أعمل حتى نشر رسائل دنية يرسلونها لي صديقات خشية أن تكون خاطئة فآخذ ذنباً في نشرها ، لدرجة أنى لدي خلفية في الحاسب وحينما يسألني ابن أخي أرد بنفور بعدم العلم أو أتحجج بحجج واهمة ؛ خوفاً أن آخذ ذنبه فأخشى أن أصل إلى مرحلة لا أعمل فيها من شدة خوفي هذا ؟. أفيدوني في أقرب وقت ولكم مني جزيل الشكر ولا تنسوني من الدعاء وشكراً .

ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. لا تضرك هذه الوساوس ؛ ولو كانت في الإيمان ؛ فإنها مما يلقيه إبليس ؛ ليحزن بها المسلم ، ويحرمه من الراحة ولذة العبادة ؛ فإذا استشعرت هذا خُسئ الشيطان وخنس ، وقد حولها النبي صلى الله عليه وسلم إلى معان إيجابية ؛ فقال عن مثل ما تعانين منه تماماً : "أو قد وجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان" أي : أن من يوسوس له إبليس بهذا فيكرهه ، ولا يستطيع أن يذكره فهي علامة على صريح إيمانه ؛ فإذا جاءك فاعلمي أنه من الشيطان ، وليس منك ، واستعيذي بالله ثلاثاً مع النفث عن اليسار ، وقولي : آمنت بالله ، واقطعي الخواطر بالقراءة أو الذكر أو الحديث مع الآخرين ، أو الانشغال بالنافع والمسلي ، وسوف تزول قريباً إن شاء الله . وما تشعرين به من كونك تعملين الأعمال رياء وسمعة: هذا كله من تسويل الشيطان وإملائه ؛ ليمنع ابن آدم من العمل الذي ينفعه ؛ فالعمل الصالح ؛ ولو مع خوف الرياء ، أو مع وجوده سبب لتحصيل صحة النية الخالصة ؛ فاستمري على العمل وجاهدي نفسك على تصحيح النية والله أعلم .

علاج    موسوس    وسوسة    إيمان    رياء