الرئيسة    الفتاوى   الحديث   توجيه حديث "إنه الرجل يؤتى القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة"

توجيه حديث "إنه الرجل يؤتى القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة"

فتوى رقم : 23908

مصنف ضمن : الحديث

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 05/02/1443 08:32:39

س: السّلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاتُه .. فضيلة الشيخ .. جاء في صحيح البخاري في وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الذي أوتي القرآن ولا يتعاهده ويرفضه وينام عنه وعن الصلاة المكتوبة أنه يعذب، الحديث رواه البخاري، وغيره.
سؤالي: من المقصود بالعذاب، هل الذي يحفظ القرآن ثم عندما يصلي قيام الليل أو الفرض لا يتلو منه إلا قِصار السور؟ أم الذي يحفظ القرآن ولا يقوم الليل إلا للوتر ٣ ركعات لا يقرأ فيها من طوال السور؟
وهل من يقرأ بالنظر في الليل من المصحف يخرج من هذا الوعيد والعذاب أم أنه داخل فيه إذ أنه لم يقرأه غيباً في الصلاة؟
أفيدونا جزاكم الله خير.

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فإن الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن سَمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني آتيان البارحة، فقالا لي: انطلق..."، وفيه أنه قال: فأتيت لرجل يثلغ رأسه بالحجر، ثم ذكر عقوبته أو ذكر ذنبه الذي عوقب لأجله بهذه العقوبة، وقال: إنه الرجل يؤتى القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة.
المقصود بهذا الحديث هو الذي يتعمد ترك الصلاة المكتوبة أو يفرط في الاستعداد لها؛ بحيث لا يأخذ أهبته ولا احتياطه مع تذكرها.
أما من غلبه النوم فلا يدخل في ذلك، وكذلك لا يدخل فيه من ترك قيام الليل؛ لأن قيام الليل ليس واجباً فلا تكون فيه عقوبة فضلا عن هذه العقوبة العظيمة، ولكن من تركه فهو محروم، وقد فرط في فضلٍ عظيم وثوابٍ جزيل، وبركة في الدنيا والآخرة.
وكذلك لا يدخل فيه من ترك قراءة القرآن لكنه ملتزمٌ بحدوده وأحكامه؛ لأن الصحيح أن الهجر الذي رتب الله عز وجل عليه العقوبة هو هجر العمل الواجب به فعلا وتركا، وليس هجر تلاوته، إلا أن من هجر تلاوته حري أن يهجر العمل به، فإنه تنقص الذكرى والاتعاظ والعبرة التي أودعها الله عز وجل في كلامه، وهذا يفضي غالباً إلى هجر العمل وفعل المحرمات وترك الواجبات، لكن مجرد ترك التلاوة ما دام محافظاً على حدود كتاب الله عز وجل لا يكون به هاجراً للقرآن. والله أعلم.

رفض    قرآن    حفظ    تلاوة    حديث نبوي    وعيد    نوم    هجر