بيع السلعة قبل شرائها من الشركة المصنعة
س: السلام عليكم .. شيخنا الكريم .. أنا تاجر أقوم بالذهاب للشركات المصنعة للمنتجات، وأقوم بأخذ عرض سعر منهم لمنتج بكمية كبيرة، ويكون عرض السعر هذا ملزما للشركة المصنعة مدة معينة، وفي العادة تكون هذه المدة عدة اسابيع، وعلى افتراض أنني أخذت عرض سعر لمنتج قيمته 100 ريال وكان عرض السعر لكمية 100 حبة، وعرض السعر هذا مضمون فترة معينة، والمنتج مضمون توفره من المصنع، ثم ذهبت وعرضت على المستهلكين هذا المنتج بـ 120 ريالا ، وذكرت للمستهلكين أنه إذا اكتمل عدد الطالبين للمنتج لـ 100 طلب فإن البيع سيتم وستصل لهم منتجاتهم ، وإلا سأعيد لهم أموالهم، وأنا لم أشتر المنتج بعد من الشركة، ولكن لدي عرض سعر مضمون من الشركة المصنعة؛ فهل هذا يجوز يا شيخ ؟
ج: الحمد لله أما بعد .. فإن في هذا العقد بعض الإشكال من جهة الجهالة وغيرها، ولكن عليك بالمنتج المسمى بـ "الاستصناع المتوازي" وهو يؤدي مقصودك، وحقيقته أن تعقد أنت عقدين: أحدهما مع الراغب في السلعة تكون فيه أنت مقاولا صانعا في الظاهر؛ كالمقاول الذي يبرم العقد ويعهد بالعمل إلى جهة أخرى، والعقد الآخر مع المصنع المنتج لمثل هذه السلع؛ وذلك ليصنع سلعة مطابقة في المواصفات والتصاميم والشروط للمذكور في العقد الأول مع الراغب في السلعة، ويمكن فيه أن تكون القيمة في العقد الأول مؤجلة وفي العقد الثاني معجلة؛ فإذا حضرت البضاعة من المصنع وتسلمتها فتقوم حينئذ بتسليمها إلى الراغب في السلعة.
ثم بدلا من تعليق الراغبين إلى حين اكتمال عددهم مما يتضمن جهالة= فإنك تقوم بوضع خيار شرط زمني محدد على الراغبين في السلعة يجوز لك خلاله التراجع عن العقد، وتحدده بما يغلب على ظنك فيه وجود راغبين في السلعة؛ فإن توفروا أمضيت عقدك مع المصنع، وإن لم يتوفروا ألغيته.
كما لا يمنع أن يكون عقدك مع المصنع معلقا بشرط زمني أيضا، يمكنك فسخه إذا لم تتوافر أعداد كافية من راغبي السلعة.
والله أعلم.