المفاضلة بين بناء مسجد أو تشطيب جامع لمن أوصاه والده ببناء مسجد
فتوى رقم : 21408
مصنف ضمن : الوصايا والتبرعات
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 09/11/1439 10:39:51
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يا شيخ .. توفي والدي رحمه الله ، وأسأل أن يسكنه الفردوس الأعلى في الجنة .. أوصى ببناء مسجد من ماله والمبلغ محدود لا يكفي لبناء جامع كبير تقام فيه الجُمعة في المدينة، ووجدت جامعا قد انتهى بناؤه وبقي تشطيبه ، وكذلك وجدت مسجد جُمعة في قرية عليه هدم من الأوقاف والمبلغ يكفي لبنائه أو تشطيب الجامع المشار إليه سابقا؛ سؤالي: هل أنا ملزم ببناء المسجد أم أساهم في تشطيب الجامع الكبير في ومساحته 1200؟ وأيهما أفضل في الأجر؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. فإن المرجع في فهم مراد الموصي والواقف وغيرهما هو لغته؛ فإن كانت اللغة لا تحدد المراد قطعا أو ظاهرا فيُرجع إلى العرف وما جرت به العادة، وقد غلبت العادة على سعي الناس إلى الانفراد في بناء المساجد؛ فعليه أرى أن تبدأ في بناء مسجد الفروض الخمس كما نص عليه والدك، وليس جامعا تُقام فيه الجمعة، وحيث ذكرتََ أن المبلغ محدود فأرى أن تختار مكانا لا يحتاج الناس فيه إلى بناء كبير؛ كأن يكون في قرية أو هجرة صغيرتين مع تحقق الحاجة الظاهرة؛ ولو خلال مدة لا تطول كسنة أو سنتين؛ فإن كان المبلغ لا يفي حتى بهذا المسجد الصغير؛ فلك حينئذ أن تدفع المبلغ مشاركة مع شخص آخر أو أكثر في بناء مسجدٍ صغيرا أو كبيرا.
وأما الأفضلية في الأجر بين الترميم أو البناء فذلك يرجع إلى ما هو الأعظم أجرا؛ وهو يُبنى على الأعظم حاجة؛ فإذا كان الجامع يحتاج إلى الترميم بحيث يمتنع أو يعسر أن يستفاد من الجامع إلا بالترميم مع كون العمر الافتراضي لهيكل الجامع طويلا نسبيا فقد يكون الترميم خيرا من البناء، وبالجملة فإن تقدير الأعظم نفعا يعود إلى أهل الخبرة بنفس طريقة الجدوى التي يعتبرونها في قطاع الأعمال. والله أعلم.