



إهداء ثواب المواقع الالكترونية والحسابات في مواقع التواصل للأحياء والأموات
فتوى رقم : 20307
مصنف ضمن : المسائل الإعلامية والترويح والتصوير
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 20/06/1437 05:20:35
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. انتشر كثيرًا في الفترة الأخيرة عمل حسابات في المواقع الاجتماعية "تويتر وانستقرام" وجعلها صدقةً جارية لشخص متوفَّى، فيُنشر في هذا الحساب الأدعية والأذكار وأحيانًا الفوائد.. هل فعلًا عملٌ مثل هذا يفيد الميت ؟ لا سيما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولدٌ صالح يدعو له"، فهل مثل هذه الحسابات تدخل ضمن الصدقة الجارية للميت؟ أم أنه يشترط للعلم الذي ينتفع به أن يكون من المتوفى نفسه؟
وأحيانًا هذه الحسابات لا تنشر علمًا، فقط أدعية وأذكار! كما نرجو من فضيلتكم توضيح ما يسمى "بالتثويب"، هل كل عمل صالح نقوم به نستطيع جعل ثوابه للمتوفى أو حتى للحي ؟ أفتونا جزاكم الله خيرًا.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. كما تعلمون أن أعمال القرب نوعان:
اﻷول: تعبد محض لا يعقل له معنى على التفصيل ، وهي مقاصد أصلية للشريعة كالصلاة والصيام والحج والذكر والتلاوة فهذه لا يصل منها إلا ما جاء به النص كالصوم الواجب والحج الواجب.
والثاني: وسائل لعمل الخير معقولة المعنى على التفصيل مما تجوز اﻷجرة عليها كسقي الماء ونشر العلم ودعوة الناس فإذا جازت المؤاجرة عليها وإهداؤها للميت لتقام على الوجه المطلوب فباﻷولى أن يجوز تبرع أحد بذات الفعل ؛ كأن ينشيء موقعا على الشبكة أو حسابا في تويتر لنشر العلم ووعظ الناس.
وإنما تداخل الأمر عند البعض بين العبادة المحضة كالصلاة التي لا يجوز دفع الأجرة عليها لمحض الثواب وبين أعمال الخير معقولة المعنى كالتعليم وإغاثة الملهوف وسقيا الماء ونحوها ، ومحل السؤال هو النوع الثاني. والله أعلم.