الرئيسة    الفتاوى   الوقوف بعرفة و مزدلفة   إقامة البرامج الإيمانية في المساجد يوم عرفة لغير الحجاج

إقامة البرامج الإيمانية في المساجد يوم عرفة لغير الحجاج

فتوى رقم : 13188

مصنف ضمن : الوقوف بعرفة و مزدلفة

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 04/01/1432 22:17:38

س: السلام عليكم.. عندي سؤال حول مشروعية أحد البرامج التي عملناها: نقوم بعمل برنامج إيماني في يوم عرفة لغير الحجاج، وذلك في مجموعة من الجوامع والمساجد في منطقتنا، ونوزع لذلك إعلانا يدويا وملصقات توزع على الناس وفي المساجد، ويحتوي البرنامج - كما هو مكتوب في الإعلان - على دروس ومحاضرات إيمانية، تذكر بفضل هذا اليوم، وتحث على اغتنام الوقت في طاعة الله، وأهمية العمل الصالح، وبعض نفحات أيام الحج، وهي تحتوي أيضا على فترة اعتكاف من بعد صلاة الظهر حتى صلاة المغرب – نظرا لأن المسجد يغلق صباحا -، ونختم البرنامج بفطور جماعي خيري بتبرع أحد المحسنين؛ لأن معظم الحضور صائمون طبعاً، ونحن نستحث الناس على المشاركة في هذا البرنامج لعدة أسباب:
1- لما ورد عن السلف الصالح من إحياء لهذا اليوم الفضيل، حيث نعتمد – على سبيل المثال لا الحصر- على ما جاء في كتاب سير أعلام النبلاء: "قال الأثرم: سألت أبا عبد الله ( أحمد بن حنبل) عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة، فقال: أرجو أن لا يكون به بأس، فعله غير واحد، الحسن وبكر بن عبد الله وثابت ومحمد بن واسع، كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة..." انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (ترجمة الأثرم تلميذ الإمام أحمد)، ج13.
وجاء في تفسير (الجامع لأحكام القرآن) للإمام القرطبي: "ولا بأس بالتعريف في المساجد يوم عرفة بغير عرفة، تشبيها بأهل عرفة. روى شعبة عن قتادة عن الحسن قال: أول من صنع ذلك ابن عباس بالبصرة، يعني اجتماع الناس يوم عرفة في المسجد بالبصرة..." تفسير قوله تعالى: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم...) البقرة/198
2- اليوم الذي ندعوهم فيه إلى هذا البرنامج إجازة رسمية في بلدتنا، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ( يوم عرفة)، فنحن نغتنم فرصة الإجازة، وفراغ الناس من الأشغال لتجميعهم على الخير، وحثهم وتشجيعهم على صيام هذا اليوم، ومن ثم الفطور الجماعي الخيري الذي نجمع فيه القلوب.
3- أن هذا البرنامج وإن كان يظن أن فيه تخصيصا، إلا أنه معتمد على أصل شرعي، وهو أن صيام هذا اليوم مشروع ومسنون، كما يفعل الكثير من طلبة العلم بالاجتماع على صيام يوم الاثنين والخميس، ثم الاجتماع على الفطور الجماعي حال الافطار.
فالسؤال الآن هو حول التالي : هل يجوز إعادة هذا البرنامج سنويا بهذه الطريقة ؟ أو يحتاج الأمر إلى تعديل حتى يكون مشروعا - إن كان أصلا يدخل في غير المشروع - ؟
هل يجوز تطبيق مثل هذا البرنامج وتعديته إلى يوم عاشوراء، بحيث نعمل دروس ومحاضرات تذكيرا بفضل يوم عاشوراء، بالإضافة إلى الاعتكاف والفطور الجماعي، قياسا على البرنامج الذي نعمله في يوم عرفة؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. لا نرى مشروعية إقامة مثل هذا البرنامج في يوم عرفة أو يوم عاشوراء؛ لما يتضمنه من مضاهاة للسنة وهدي السلف الصالح؛ إذ لم يكونوا يفعلون مثل هذا، ولو قلنا بمشروعيته للزم من ذلك القول بمشروعية الاحتفالات المحدثة .
ومسألة الدعاء يوم عرفة جماعة وإن كانت خلافية بين السلف إلا أن الأصول تقتضي عدم مشروعيتها ، ولا يكاد السلف أن يختلفوا أن التداعي للاجتماع على ذلك غير مشروع ، وهو قول الشاطبي وابن تيمية ، وغيرهما . والله أعلم.