الرئيسة    الفتاوى   صلاة الجمعة   هل غسل الجمعة معلل أو تعبدي؟

هل غسل الجمعة معلل أو تعبدي؟

فتوى رقم : 12804

مصنف ضمن : صلاة الجمعة

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 24/09/1431 10:51:34

س : السلام عليكم .. هل الاغتسال ليلة الجمعة يجزي عن نهارها ؟

ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. الصحيح أن شرعية غسل الجمعة هي لمعنى معقول وهو نظافة المسلم وانقطاع أسباب أذية المصلين من رائحة جسمه ؛ فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي فقال: "لو أنكم تطهرتم يومكم هذا" متفق عليه .
كما ثبت عند أبي داود عن ابن عباس قال : كان الناس مجهودين يلبسون الصوف , ويعملون على ظهورهم , وكان مسجدهم ضيقاً مقارب السقف إنما هو عريش , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار , وعرق الناس في ذلك الصوف , حتى ثارت منهم رياح , آذى بذلك بعضهم بعضا , فلما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الريح , قال : "أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه" .
فظهر أن المقصود بغسل الجمعة هو النظافة ، وقطع الروائح الكريهة ؛ فإذا كان غسل المرء ليلة الجمعة كاف في ذلك لم يكن الغسل مؤكدا في حقه يومها ؛ كأيام البرد ، وكحال من لا مهنة له ، وإن كان جسمه في حاجة إلى النظافة ؛ كأصحاب المهن ، ووقت الحر مع الإجهاد : كان الغسل واجبا عليه ؛ ولو كان قد اغتسل صبيحة الجمعة .
وعلى هذا حمل العلماء الأحاديث التي ظاهرها الوجوب ؛ كحديث أبي سعيد : "غسل الجمعة واجب على كل محتلم" , وحديث ابن عمر : "من أتى منكم الجمعة فليغتسل" وحديث أبي هريرة : "حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً , يغسل رأسه وجسده" كلها في الصحيحين .
ومن قال بأنه تعبد محض استحبه مطلقا ؛ ولو مع نظافة الجسم وزكاء رائحته ، والصحيح اعتبار معنى النظافة في ذلك لحديثي عائشة وابن عباس المذكورين .
وإلى القول بتعلق الوجوب بحاجة الجسم إلى النظافة مال العلامة ابن عثيمين . والله أعلم .